top of page

سفك الدماء في تل السبع: جرس إنذار لمجتمع يواجه خطر التفكك

  • صورة الكاتب: Ahmad Awad
    Ahmad Awad
  • قبل 4 أيام
  • 2 دقائق قراءة

شهدت بلدة تل السبع، يوم 9 أيار/مايو، حادثة دامية هزّت المجتمع بأسره، تمثلت في جريمة قتل طفل يبلغ من العمر 8 سنوات وإصابة خمسة آخرين، من بينهم طفلان في سن 4 و12 عاماً، خلال إطلاق نار استهدف موكب زفاف. لم تكن هذه الجريمة مجرّد فصل إضافي في نزاع محلي بين عائلتي أبو رقيق والعاصي، بل محطة فاصلة تكشف حجم الأزمة الاجتماعية والأخلاقية التي تعصف بالعديد من البلدات البدوية في النقب.


الهجوم، الذي شمل إطلاق نحو 80 رصاصة رغم تواجد أطفال في المكان، يشير إلى تصعيد خطير في طبيعة العنف. لم يعد الأمر مجرّد “تصفية حسابات” عائلية، بل تهديد مباشر لأمن المجتمع بأسره، وخصوصاً الأبرياء الذين يدفعون الثمن، وفي مقدمتهم الأطفال. كما وصفت ذلك بلدية تل السبع، فإن هذه الجريمة ليست فقط اعتداء على الضحايا، بل "خيانة لنسيج المجتمع العربي".


القلق يتزايد من تحول هذه النزاعات إلى حروب دموية مفتوحة، لا تميز بين صغير وكبير، حيث تتحول العائلات بأكملها إلى أهداف للانتقام، ما ينذر بانهيار القيم والنظم الاجتماعية التي طالما شكّلت صمام الأمان داخل هذه المجتمعات.


ورغم إعلان الشرطة عن اعتقال 18 مشتبهاً بضلوعهم في الجريمة، فإن هذا الإجراء يبقى خطوة أولى فقط. فقد عبّر العديد من أبناء المجتمع البدوي عن شكوكهم بجدوى هذه الإجراءات الأمنية المحدودة، مشيرين إلى أن "الضحية القادمة مسألة وقت لا أكثر". ويكمن جوهر المشكلة في أن الشرطة تستطيع توقيف الجناة، لكنها عاجزة عن علاج الجذور العميقة لهذه الأزمة.


وتعود أسباب النزاعات القبلية المتكررة إلى خليط من العوامل، أبرزها الصراعات على الأراضي، وانعدام الثقة بالدولة وأجهزتها، وشعور بالإقصاء والإهمال، فضلاً عن ثقافة الثأر المتجذرة والتي لا تزال تُحدّد مسارات العلاقات الداخلية.


وفي هذا السياق، ألقت بلدية تل السبع جزءاً من المسؤولية على الشرطة، إلا أن الدور الأكبر ينبغي أن تتولاه القيادة المحلية. فالإضراب العام الذي أُعلن عنه يومي 11 و12 أيار، وإن كان مهماً لرفع الصوت، إلا أنه لا يكفي. المطلوب اليوم مبادرات حقيقية تشمل الوساطة بين العائلات، ونشر ثقافة الحوار، والتعاون مع المؤسسات الحكومية لإيجاد بيئة أكثر أماناً.


إنّ المجتمع المدني مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى للتحرك. لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام نزيف دماء الأبرياء، خصوصاً الأطفال، الذين يتحولون إلى ضحايا لصراعات لا شأن لهم بها. لقد حان وقت الوحدة، والتكاتف، والعمل المشترك لكسر حلقة العنف الدامي وبناء مستقبل أكثر أمناً لأبناء النقب.

من صفحة "مجلس تل السبع المحلي" عبر الفيسبوك
من صفحة "مجلس تل السبع المحلي" عبر الفيسبوك

Comments


!شكرا للاشتراك

جلب الأخبار العالمية مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك. اشترك في النشرة الإخبارية الأسبوعية لدينا

  • Instagram
  • Facebook
  • Whatsapp
bottom of page