تزايد سرقات الذخيرة من الجيش في النقب يثير غضبًا واسعًا في أوساط المجتمع البدوي: "الجرائم هذه تسيء للجميع"

تشهد منطقة النقب تصاعدًا مقلقًا في ظاهرة سرقة الذخيرة من الجيش الإسرائيلي، حيث تم الكشف مؤخرًا عن سرقة كميات ضخمة من الذخيرة من شاحنة عسكرية في ديسمبر 2023، في حادثة أثارت موجة من الغضب والاستنكار داخل المجتمع البدوي المحلي، الذي يعاني من التعميم والوصم الجماعي بسبب مثل هذه الجرائم.

ووفقًا للبيانات التي نشرتها جهات أمنية، فقد تم خلال الحادثة الأخيرة سرقة 36,630 رصاصة من عيار 5.56 ملم من شاحنة تابعة للجيش كانت في طريقها بين عدد من التجمعات السكنية في منطقة النقب. التحقيقات أدت إلى اعتقال عدة مشتبهين، بعضهم تورط سابقًا في عمليات سرقة أسلحة وذخيرة من قواعد عسكرية، بما في ذلك رشاشات وأسلحة أخرى، وسط اتهامات بتعريض حياة جنود للخطر واقتحام مركبات عسكرية.

هذه الحادثة لم تمر بصمت داخل المجتمع البدوي، حيث عبّر العديد من السكان عن استيائهم الشديد، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم تلطخ سمعة المجتمع بأسره وتؤثر سلبًا على مستقبل الأجيال القادمة. وقال أحد سكان المنطقة لموقع "نقبنا": "هذا ليس حادثًا فرديًا، بل جزء من ظاهرة تتفاقم. هذه الجرائم منتشرة أكثر مما يُعترف به، وهي تضرّ بنا جميعًا – ليس فقط بصورتنا، بل بمستقبل أبنائنا كذلك".

من جانبه، أشار ناشط اجتماعي محلي إلى أن "المجتمع البدوي يريد العيش بكرامة، والمساهمة في بناء الدولة، وتوفير بيئة آمنة لأطفاله. لكن عندما تتكرر مثل هذه الأفعال، نشعر بأن كل جهودنا تُهدر. هذه ليست فقط جرائم ضد الدولة، بل ضد أنفسنا كمجتمع أيضًا".

وأضافت إحدى السيدات من المنطقة: "نحن نشعر أن هذه الجرائم أصبحت شبه طبيعية، وهذا أمر خطير. لا نريد أن تُختزل هويتنا من خلال الجريمة. نريد أن يُنظر إلينا كمجتمع يسعى للعيش بكرامة، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل".

وتعكس هذه الحوادث أزمة عميقة تتجاوز الطابع الجنائي، حيث تكشف عن فجوة اجتماعية وأمنية بحاجة لمعالجة جذرية. وعلى الرغم من جهود الجيش والشرطة في ملاحقة المتورطين، إلا أن هناك دعوات متزايدة من داخل المجتمع البدوي لتبني خطة شاملة تعالج الأسباب الجذرية وتُعيد الثقة بين الدولة وسكان النقب.

واختتم أحد المتحدثين بالقول: "نحن لا نريد أن نُرى كخطر أمني، بل كشركاء حقيقيين في المجتمع. على الدولة أن تستمع لنا وتعمل معنا لتغيير هذا الواقع. هذه الجرائم تضرّ بالجميع – وقد آن الأوان لإيقافها".