كشف دراماتيكي في النقب: اعتقال معلمة بدوية بشبهة التعاون مع إيران

في تطور أمني خطير وغير مسبوق، كشفت السلطات الإسرائيلية عن اعتقال المعلمة تهاني أبو سمخان، البالغة من العمر 33 عامًا ومن سكان النقب، بشبهة التخابر مع إيران وتنفيذ مهام أمنية لصالحها، في ما وصفته الأجهزة الأمنية بأنه "خرق خطير للأمن القومي".

ووفقًا للائحة الاتهام التي تم الكشف عنها، أبو سمخان أقامت على مدار العام الأخير علاقات مباشرة مع جهات استخباراتية إيرانية، وتلقت تعليمات لتنفيذ سلسلة من المهام ذات طابع أمني داخل إسرائيل. وأفادت مصادر التحقيق أن المتهمة أقرت خلال الاستجواب بعلاقتها مع الإيرانيين وبقيامها بتنفيذ المهام المطلوبة منها.

وأكد مسؤولون في جهاز الأمن أن القضية تسلط الضوء على الثمن الباهظ – الشخصي والمجتمعي – الذي يدفعه من يتورط في تقديم الدعم للعدو، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة والحرب القائمة. كما شددوا على أن أي تعاون مع جهات معادية سيتم التعامل معه بمنتهى الحزم.

مع ذلك، حرصت المؤسسة الأمنية على التوضيح أن الحادثة لا تعكس بأي حال من الأحوال موقف أو سلوك الأغلبية الساحقة من المجتمع البدوي في النقب، الذي أظهر ولاءً واضحًا لدولة إسرائيل، لا سيما خلال فترات التوتر والتصعيد.

وأشار المسؤولون إلى أن إيران لا تسعى إلى خدمة مصالح المجتمع البدوي أو أي فئة داخل إسرائيل، بل تستغله لتحقيق أهدافها السياسية والأمنية الضيقة. وذكروا بأن الهجوم الصاروخي الإيراني على النقب خلال حملة "مع كلביא" كاد أن يتسبب بكارثة إنسانية في المنطقة، وأصاب منشآت مدنية مثل مستشفى سوروكا، الذي يخدم الآلاف من سكان النقب، بمن فيهم أبناء المجتمع البدوي أنفسهم.

وبحسب أجهزة الأمن، فإن قضية أبو سمخان، إلى جانب أحداث "مع كلביא"، تعكس خطورة الانجرار وراء وعود كاذبة تطلقها جهات أجنبية معادية. وأكدوا أن كل من يتجاوب مع تلك الجهات، لا يعرض نفسه فقط للخطر، بل يهدد أمن واستقرار مجتمعه المحلي بالكامل.

وفي الختام، شددت الأجهزة الأمنية على أن محاولات إيران تجنيد عملاء من داخل إسرائيل وخصوصًا من النقب باءت بالفشل الذريع بفضل التعاون بين المؤسسات الأمنية والاستخدام المكثف للتقنيات الحديثة في كشف وتعقب المشتبهين. وأكدت أن الدولة ستواصل التصدي بحزم لأي اختراق أمني يُهدد أمن مواطنيها.