مستقبل جديد للنقب؟ استثمار حكومي غير مسبوق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع البدوي

في خطوة تعبّر عن التزام عميق بتعزيز التنمية في المجتمع البدوي في النقب، صادقت حكومة إسرائيل على تعديل للقرار رقم 1279، الهادف إلى دفع عجلة التطوير الاقتصادي والاجتماعي للسكان البدو خلال الأعوام 2022-2026. وتُعد هذه الخطة واحدة من أكبر التحركات الحكومية في هذا المجال، حيث تتضمن تحويلات مالية كبيرة تركز على تحسين جودة الحياة، وتوفير فرص عمل، وتعزيز التعليم العالي، وتنمية قطاع السياحة – في اعتراف واضح باحتياجات هذه الشريحة من المجتمع.

مركز توظيف إقليمي: محرك للنمو الاقتصادي

من أبرز نقاط الخطة إنشاء مركز توظيف إقليمي شامل يتضمن مناطق صناعية وتجارية وخدمية، يهدف إلى معالجة التحديات التي يواجهها السكان البدو في مجال العمل. يُتوقع أن يسهم المركز في خلق وظائف نوعية وتشجيع ريادة الأعمال المحلية، مما يساعد في تقليص الفجوات الاقتصادية وتعزيز اندماج المجتمع البدوي في الاقتصاد الإسرائيلي.

"بوابة إلى الأكاديمية": جسر إلى الفرص

تحظى مبادرة "بوابة إلى الأكاديمية" بدعم متجدد في إطار التعديل الجديد، وتهدف إلى تسهيل انخراط الشباب البدو في مؤسسات التعليم العالي. ستُعزز المبادرة من خلال توفير موارد إضافية، منح دراسية، دعم أكاديمي، والتحضير لامتحانات القبول – مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الجيل الصاعد نحو مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي.

السياحة البدوية: الحفاظ على التراث وخلق مصادر دخل

تشمل الخطة أيضًا تطوير مشاريع سياحية ترتكز على التراث والثقافة البدوية، من خلال إقامة مواقع سياحية، تطوير مسارات جولات، واستثمار في الحفاظ على العادات والتقاليد المحلية. هذه الخطوة لا تُسهم فقط في تعزيز فهم الجمهور الأوسع للثقافة البدوية، بل توفر أيضًا فرص دخل جديدة لسكان المنطقة.

من صفحة "صور البادية من النقب" على الفيسبوك

آمال في تطوير إضافي

رغم الترحيب العام بالخطة، يأمل العديد من السكان أن تمتد الاستثمارات لتشمل مجالات أخرى مثل التعليم اللا منهجي، إنشاء مراكز جماهيرية، وتحسين البنية التحتية للمواصلات. يقول أحد السكان: "التعليم اللا منهجي ضروري لبناء مجتمع قوي، والمراكز الجماهيرية يمكن أن تكون محاور للنشاط الثقافي والاجتماعي، خصوصًا لفئة الشباب". كما شدد على أن "تحسين المواصلات يعد مفتاحًا للوصول إلى فرص العمل والدراسة".

رسالة التزام وشراكة

يحمل تعديل القرار رسالة واضحة: الدولة تعترف بأهمية المجتمع البدوي في النقب وتلتزم بمستقبله. الخطة ليست مجرد استثمار اقتصادي، بل إعلان مبدئي عن المساواة في الفرص والاعتراف بمساهمة البدو في المجتمع الإسرائيلي.

وفي تصريحات لمسؤولين حكوميين، أكدوا أن "الخطة تمثل فرصة تاريخية لإحداث تغيير حقيقي، ونحن ملتزمون بنجاحها". من جهته، استقبل المجتمع البدوي في النقب هذه الخطوة بتفاؤل. وقال أحد السكان: "هذه إثبات أن الدولة ترى وتسمع وتسعى لخيرنا. الكرة الآن في ملعبنا – لاقتناص الفرصة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

مع المصادقة على هذا التعديل، تبدأ صفحة جديدة في قصة المجتمع البدوي في النقب – صفحة من النمو، والاندماج، والأمل.